وثانيھما(3): أن يكون بمعنی ((صار)), مثل: ((كان الفقير غنيًّا)) أي: صار الفقير غنيًّا, والتامّۃ تتمّ بفاعلھا, فلا تحتاج إلی الخبر(4), فلا تكون ناقصۃ, وحينئذ تكون بمعنی ((ثبت))(5), مثل: ((كان زيد)) أي: ثبت(6)زيد, والثاني: ((صَارَ)) (7) وھي للانتقال(8), أي: لانتقال الاسم من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يزل)) واستدلّ بقولہ تعالی: ﴿وَکَانَ اللہُ سَمِیۡعًۢا بـَصِیۡرًا ﴾[النساء : 134] ومن قال: إنّھا لثبوت خبرھا لاسمھا في الزمان الماضي وتقتضي انقطاعہ بعد. ووجہ الردّ أنّ مدلول ((كان)) الثبوت مطلقاً باعتبار أصل الوضع والدلالۃ علی الانقطاع والاستمرار إنّما ھو باعتبار القرائن الخارجيّۃ، فالدلالۃ علی الاستمرار في الآيۃ لنسبۃ ((سميعاً)) و((بصيراً)) إلی اسم الجلالۃ، "الكامل". (1) قولہ: [ممكن الانقطاع] بأن لم يكن ثبوت الخبر للاسم ممتدًّا إلی زمان التكلّم كما في المثال المذكور في المتن، وكذا في قولك: ((كان الشيخ شابًّا)) فإنّ الشباب غير مستمرّ إلی وقت التكلّم كما لا يخفی. (2) قولہ: [أو ممتنع الانقطاع] بأن كان الثبوت بطريق الدوام كما في ((كان)) المستعملۃ في صفات اللہ عزّوجلّ. (3) قولہ: [وثانيھما] أي: ثاني المعنيين ثابت وقت أن يكون ((كان)) بمعنی ((صار)). (4) قولہ: [فلا تحتاج إلی الخبر] لأنّ ((كان)) التامّۃ للثبوت في نفسہ لا لثبوت شيء لشيء حتّی يحتاج إلی الخبر. (5) قولہ: [بمعنی ((ثبت))] أي: بمعنی ((ثبت)) الّتي ھي مشتقّۃ من الثبوت في نفسہ وإلاّ فالناقصۃ أيضاً للثبوت إلاّ أنھا للثبوت في غيرہ أي: لثبوت شيء لشيء. (6) قولہ: [كان زيد أي: ثبت]. ومنہ قولہ تعالی: ﴿ كُن فَيَكُونُ ﴾[البقرۃ : 117]. (7) قولہ: [والثاني ((صار))] أي: الثاني من الأفعال الناقصۃ ((صار))، وھي أيضاً ناقصۃ وتامّۃ مثل ((كان)) والأوّل أكثر. (8) قولہ: [وھي للانتقال... إلخ] إشارۃ إلی الفرق بين ((صار)) الناقصۃ والتامّۃ أي: الناقصۃ ما يكون للانتقال المخصوص وھو الانتقال من حقيقۃ إلی حقيقۃ أخری أو من صفۃ إلی صفۃ أخری، وعلامۃ الناقصۃ وجود الخبر بعد أن لم يكن.