Brailvi Books

الفرح الکامل
57 - 138
وھو للمكان(1)، مثل: ((حيثما تقعدْ أقعدْ)) أي: إن تقعد في القريۃ أقعد في القريۃ، وإن تقعد في البلدۃ أقعد في البلدۃ، و((إِذْمَا)) (2) وھو يستعمل في غير ذوي العقول(3)، مثل: ((إذما تفعل أفعل)) أي: إن تفعل الخياطۃ أفعل الخياطۃ، وإن تفعل الزراعۃ أفعل الزراعۃ، وإن كان الفعل الثاني مضارعاً دون الأول، فالوجھان في المضارع: الجزم والرفع(4)، مثل: ((إذما كتبت أكتب)).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مشابھۃين بـ((إن)) في الإبھام أيضاً كما كانتا مشابھۃين بھا في التعليق، "الكامل".

(1)	قولہ: [وھو للمكان] أي: بالاتفاق، وقال الأخفش: قد يكون للزمان، نحو قولہ: 

حَيْثُمَا تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ		اللہ نَجَاحاً فِيْ غَابِرِ الأَزْمَانِ

وقال خاتمۃ المحقّقين العلاّمۃ محمد أمير المالكي المصري: الحقّ أنہ لا مانع من بقاء ((حيثما)) في ھذا الشعر للمكان فلا دليل فيہ لكونھا للمكان؛ لأنہ إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال، وقال إمام النحو غلام الجيلاني الميرتھي: أقول: لفظ ((غابر)) قرينۃ علی كون ((حيثما)) للزمان وإلاّ فلا يبقی الالتيام في المعنی فتأمّل، "الكامل".

(2)	قولہ: [إذما] أداۃ شرط تجزم فعلين، وھي حرف برأسھا علی وزن ((فعلی)) عند سيبويہ بمنزلۃ ((إن)) الشرطيّۃ، وقال بعضھم: ھي مركّبۃ من ((إن)) الشرطيّۃ و((ما)) الزائدۃ، ثمّ أبدلت النون ذالاً فصار 

(3)	قولہ: [يستعمل في غير ذوي العقول] اعلم أنّ ((إذما)) ظرف زمان متضمّن لمعنی الشرط، وعبّرہ الشارح بقولہ: ((وھو يستعمل في غير ذوي العقول))، وھذا التعبير لمعنی ((إذما)) لا نجد في كتب القوم المتداولۃ وإن كان صحيحاً معنی؛ لأنّ الظرف لا يكون من ذوي العقول إلاّ أنّ غير ذوي العقول أعمّ من الزمان، ويمكن أن يقال: إنّہ من سھو الناسخ بأنہ كتب ((إذما)) موضع ((مھما)) وبالعكس، فلا يشكل، "الكامل" بزيادۃ.

(4)	قولہ: [الجزم والرفع] بدل من الوجھان، أمّا جواز الجزم فلوجود الجازم، وأمّا جواز الرفع فقد تقدّم وجھہ في النوع السابق تحت قول الشارح: ((وإن كان الجزاء وحدہ فعلاً مضارعاً علی سبيل الجواز... إلخ)).
Flag Counter