ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعامل معہ في إرجاع الضمير عليہ معاملۃ المفرد رعايۃ للفظ، وقد يعامل معاملۃ المثنّی أو المجموع رعايۃ للمعنی إلاّ أنّ الأوّل أكثر، نحو قولہ تعالی: ﴿وَ مَنۡ یُّؤْمِنۡۢ بِاللہِ وَ یَعْمَلْ صَالِحًا یُّدْخِلْہُ جَنّٰتٍ تَجْرِیۡ مِنۡ تَحْتِھَا الْاَنْہٰرُ خٰلِدِیۡنَ فِیۡھَاۤ اَبَدًا ؕ قَدْ اَحْسَنَ اللہُ لَہٗ رِزْقًا ﴾ [الطلاق : 11] فجيء بـ((يؤمن)) و((يعمل)) بصيغۃ المفرد، و((يدخلہ)) و((لہ)) بضمير المفرد؛ رعايۃ للفظ، و((خالدين)) بصيغۃ الجمع؛ رعايۃ للمعنی، "الكامل".
(1) قولہ: [إلاّ في ذوي العقول] أي: حقيقۃ، لأنہ قد يستعمل لغير ذوي العقول أيضاً مجازاً، نحو قولہ تعالی: ﴿فَمِنْھُمۡ مَّنۡ یَّمْشِیۡ عَلٰۤی بَطْنِہٖ﴾ [النور : 45] أو تغليباً، نحو: ((من تشتر أشتر))، أي: ((إن تشتر غلاماً أشتر غلاماً)) و((إن تشتر فرساً أشتر فرساً))، واعلم أنّ العقول جمع العقل إمّا بمعنی العلم، فيشمل الباري تعالی أيضاً، وإمّا بمعنی القوّۃ الدرّاكۃ الّتي ترتسم فيھا صور الأشياء، فلا يشمل الباري تعالی وتقدّس شأنہ عن ذلك، "الكامل".
(2) قولہ: [وما] وھي مثل ((مَن)) في كون لفظھا مفرداً، وصلاحيّتھا معنی لمفرد ومثنّی ومجموع مذكراً ومؤنّثاً.
(3) قولہ: [ما تشتر أشتر] لفظ ((ما)) فيہ منصوب علی المفعوليّۃ، وإنّما العامل فيہ الشرط لا الجزاء فإنّ مفعولہ محذوف، ويلزم علی ھذا أن يكون كلمۃ الشرط عاملاً في الشرط والشرط عاملاً في كلمۃ الشرط، ولكن لا بأس بہ لاختلاف الجھۃ، كما في المبتدأ والخبر؛ فإنّ الأوّل عامل في الثاني والثاني في الأوّل لاختلاف الجھۃ، فإنّ المبتدأ عامل في الخبر من جھۃ اقتضائہ المحكوم بہ، والخبر عامل في المبتدأ من جھۃ اقتضائہ المحكوم عليہ، فكذا كلمۃ الشرط في ((ما تشتر)) مثلاً عامل من حيث تضمّنھا معنی ((إن)) والشرط عامل من حيث وقوعہ عليھا، "الشرح".
(4) قولہ: [وأيّ] بفتح الھمزۃ وتشديد الياء، اسم، واعلم أنہ يأتي علی خمسۃ أوجہ، الأوّل: أن يكون للشرط، نحو قولہ تعالی: ﴿ اَیًّا مَّا تَدْعُوۡا فَلَہُ الۡاَسْمَآءُ الْحُسۡنٰی﴾ [الإسراء : 110]، وھو المعرب من بين كلمات الشرط؛ للزوم إضافتہ إلی المفرد والإضافۃ إلی المفرد التزاماً من خواصّ الاسم المتمكّن، والثاني: أن يكون