Brailvi Books

الفرح الکامل
52 - 138
ويكون الفعل الأوّل(1)سبباً للفعل الثاني، ويسمّی الأوّل(2)شرطاً، والثاني جزاء؛ فإن كان الفعلان مضارعين، أو كان الأوّل مضارعاً دون الثاني(3)، فالجزم واجب(4)في المضارع، وھي تسعۃ أسماء: ((مَنْ)) و((مَا)) و((أَيٌّ))(5) و((مَتَی)) و((أَيْنَمَا)) و((أنَّی)) و((مَھمَا)) و((حَيْثُمَا)) و((إِذْمَا))؛ فـ((مَنْ))(6) وھو لا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1)	قولہ: [ويكون الفعل الأوّل... إلخ] اعلم أنّ كون الأوّل سبباً للثاني المراد بہ أعمّ من أن يكون حقيقۃ وعرفاً كقولك: ((من يضحك يضحك))، أو باعتبار المتكلّم إيّاہ سبباً، نحو: ((من يشتمني أكرمہ)) فالشتم اعتبرہ المتكلّم سبباً لإكرامہ إظھاراً لمكارم أخلاقہ.

(2)	قولہ: [ويسمّی الأوّل... إلخ] أي: الفعل الأوّل، ولايخفی أنّ إطلاق الشرط أو الجزاء علی الفعل وحدہ مجاز من قبيل إطلاق الكلّ علی الجزء كما سبق، وإن أريد بالفعل الفعل مع المتعلّقات فإطلاقہ عليہ حقيقۃ؛ لأنّ الفعل مع المتعلّقات جملۃ.

(3)	قولہ: [دون الثاني] ھذا علی ثلث صور، الأولی: أن يكون الشرط مضارعاً والجزاء ماضياً، نحو: ((إن تزرني زرتك))، والثانيۃ: أن يكون الشرط مضارعاً والجزاء أمراً، نحو: ((إن يزرك زيد فأكرمہ))، والثالثۃ: أن يكون الشرط مضارعاً والجزاء نھياً، نحو: ((إن يضربك أحد فلا تشمتہ)).

(4)	قولہ: [فالجزم واجب] لأنّ الأسماء الجازمۃ مقتضيۃ لعمل الجزم لتضمّنھا معنی ((إن)) الشرطيّۃ، والمضارع صالح لقبولہ عملاً لفظياً عند ارتفاع الموانع.

(5)	قولہ: [وأي] وكذا ((أيۃ))، ولم يذكرھا اكتفاء بذكر الأصل، أو لأنّ ثبوت كونھا جازمۃ في محلّ النظر؛ لأنہ لم تذكر في فھرس الأسماء الجازمۃ في عامّۃ الكتب، والسكوت في مثل ھذا المقام دليل النفي، ولكنّ في "الكافيۃ" وشرحہ "غايۃ التحقيق" تحت بحث الأسماء الموصولۃ ما نصّہ: ((وأيّ للمذكر بمعنی الّذي، وأيّۃ للمؤنث بمعنی الّتي كـ((من)) في أوجہھا، أي: تكونان موصولتين نحو: ((اضرب أيّھم وأيّتھن))، واستفھاميتين نحو: ((أيّھم أخوك وأيّتھن أختك))، وشرطيتين نحو قولہ تعالی: ﴿اَیًّا مَّا تَدْعُوۡا فَلَہُ الۡاَسْمَآءُ الْحُسۡنٰی﴾ [الإسراء : 110] و((أيّۃ طريقۃ سلكت سلكت))، وموصوفتين نحو: ((يا أيّھا الرجل))، و((يا أيتھا المرأۃ))، "الكامل".

(6)	قولہ: [فمن] اعلم أنّ ((مَن)) لفظھا مفرد مذكر ولكنّہ يصلح معنی لمفرد ومثنّی ومجموع مذكراً ومؤنّثاً، وقد
Flag Counter