ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عامل الشرط والجزاء خلافاً بينھم، فقال السيرافي: إنّ العامل فيھما كلمۃ الشرط؛ لاقتضائھا الفعلين اقتضاء واحداً، وذھب الخليل والمبرّد إلی أنّ كلمۃ الشرط تعمل في الشرط وھما معاً تعملان في الجزاء لارتباطھما، وحرف الشرط ضعيف لا يقدر علی عملين مختلفين، وقال الأخفش: إنّ الشرط مجزوم بالأداۃ والجزاء مجزوم بالشرط وحدہ؛ لضعف الأداۃ عن عملين، وعند الكوفيۃ الشرط مجزوم بالأداۃ والجواب مجزوم بالجوار، كما أنّ ((أرجلكم)) في آيۃ الوضوء جرّ بالجوار، وقال المازني: الشرط والجزاء مبنيّان علی السكون؛ لمشابھۃھما بالأمر الحاضر في عدم الوقوع موقع الاسم، "الرضي" بتصرّف.
(1) قولہ: [أسماء تجزم... إلخ] إنّما أخّر المصنّف الأسماء الجازمۃ عن الحروف الجازمۃ مع أنّ الاسم أولی بالتقديم كما لايخفی؛ لأنّ ھذہ الأسماء إنّما تجزم المضارع لمشابھۃھا بـ((إن)) فحرف ((إن)) مشبّہ بہ وھذہ الأسماء مشبّہ بھا، والمشبّہ بہ يكون أصلاً والمشبّہ فرعاً، والأصل مقدّم علی الفرع، واعلم أنّ في ما ذكر في ھذا النوع من الأسماء الجازمۃ ((إذما)) وفي حرفيّتھا واسميّتھا اختلاف بين النحاۃ، فذھب بعضھم إلی الأوّل وبعضھم إلی الثاني، واختار الشارح الثاني، لذا عدّھا من الأسماء، "الكامل" بتصرّف.
(2) قولہ: [حال كونھا... إلخ] احتراز عمّا لا يشتمل علی معنی ((إن))؛ فإنّہ لا يجزم حينئذ، نحو: ((من أبوك)) و((أكرمت من جاءني)).
(3) قولہ: [معنی إن] أي: معنی ((إن)) الشرطيّۃ، وھو التعليق أي: توقّف حصول مضمون الجملۃ الثانيۃ علی حصول مضمون الأولی.
(4) قولہ: [وتدخل علی الفعلين] يفھم من قولہ: ((علی الفعلين)) أنّ الشرط والجزاء لا يكونان إلاّ فعلين وليس كك؛ لأنّ الجزاء قد يكون جملۃ اسميّۃ نحو قولہ تعالی: ﴿وَمَنۡ یَّقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُہٗ جَہَنَّمُ ﴾[النساء : 93]، وإنّما اقتصر الشارح علی بيان دخولھا علی الفعلين؛ لأنہ قد بيّن في بحث ((إن)) وقوع الجزاء جملۃ اسميّۃ، وھي أصل ھذہ الأسماء في العمل، وحكم الأصل يكون ثابتاً في الفرع، "الكامل".
