ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فإن وليھا مرفوع فمبتدأ حذف خبرہ نحو قولہ تعالی: ﴿ وَّ لَاتَ حِیۡنَ مَنَاصٍ ﴾[ص : 3] علی قرأۃ الرفع، أي: ولا حينُ مناص كائن لھم، وإن وليھا منصوب فمفعول لفعل محذوف، وھذا قول الأخفش، والتقدير عندہ في الآيۃ علی قراءۃ النصب: ((لا أری حين مناص))، والثاني: أنھا تعمل عمل ((إنّ)) كما مرّ، وھذا قول آخر للأخفش، والثالث: أنھا تعمل عمل ((ليس)) وھو قول الجمھور، وعلی كلّ قول فلا يذكر بعدھا إلاّ أحد المعمولين، والغالب أن يكون المحذوف ھو المرفوع، "المغني" وغيرہ ملخّصاً. (1) قولہ: [حروف تنصب... إلخ] وھي سبعۃ أحرف: الواو، وإلاّ، وھا، وأيا، وھيا، وأي، والھمزۃ المفتوحۃ، وتسمّی ھذہ الحروف ((الحروف النواصب))؛ لأنّ عملھا النصب علی الخلاف فيكون تسميۃ المؤثّر باسم مشتقّ من الأثر، و((حروف النداء))؛ لأنہ يطلب بأكثرھا توجّہ المخاطب وتسميۃ الكلّ بہ تغليب، و((حروف المعاني))؛ لدلالتھا عليھا، واعلم أنّ في عملھا خلافاً فذھب بعضھم إلی أنّ ھذہ الحروف ھي الناصبۃ لِما بعدھا، وذھب بعضھم إلی أنّ الناصبۃ ھي الأفعال الّتي قبلھا لفظاً نحو: ((استوی الماء والخشبۃ))، أو معنًی نحو: ((ما شأنك وعمرواً))، أي: ما تصنع وعمرواً، بتوسّط الواو، الّتي بمعنی ((مع)) وھو الأصحّ، وإضافۃ النصب إلی ھذہ الحروف أنفسھا إمّا لأنّ المختار عند الشيخ ما ذھب إليہ الأوّلون، وإمّا باعتبار أنھا واسطۃ بين العامل والمعمول، فيكون مجازاً عقليًّا، وإنّما أخّرھا عن ((ما)) و((لا)) المشبھۃين بـ((ليس))؛ لأنّ عملھا النصب فقط أو الرفع فقط بخلافھما، فإنّ عملھما الرفع والنصب، فكانت أنقص منھما عملاً والناقص مؤخّر. "الكامل" و"الشمۃ" وغيرھما. (2) قولہ: [فقط] الفاء فيہ فصيحۃ، و((قط)) اسم فعل بمعنی ((انتہ)) فإن تعلّق معنی بـ((الاسم)) فالتقدير: اذا نصبت بھا الاسم فانتہ عن الإعمال في غيرہ من الفعل وإن تعلق معنی بـ((تنصب)) فالتقدير: ((إذا أعملتھا عمل النصب فانتہ عن إعمالھا عملاً غير النصب من عمل الرفع والجرّ)). (3) قولہ: [الواو] الواو ھذہ تكون بمعنی ((مع))، وتسمّی ((واو المصاحبۃ)) وھي في الأصل واو العطف، جيء بھا مكان ((مع)) للاختصار، والفرق بينھما أنہ إذا قيل: ((سرت أنا وزيد)) بواو العطف يفھم شركۃ زيد مع المتكلّم في السير سواء واحداً كان زمان سيرھما أو لا، وإذا قيل: ((سرت أنا وزيداً)) بواو المصاحبۃ ونصب