ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإنّھا لمطلق النفي و((ليس)) لنفي الحال خاصّۃ قال الشاعر:
تَصْبِرُ فَلاَ شَيْءٌ عَلی الْأَرْضِ بَاقِياً وَلاَ وِزْرٌ مِمَّا قَضَی اللہ وَاقِياً
"شرح ابن عقيل" وغيرہ.
(1) قولہ: [وتدخل ما... إلخ] إنّما تدخل ((ما)) علی المعرفۃ والنكرۃ ولا تدخل ((لا)) إلاّ علی النكرۃ؛ لأنّ مشابھۃ ((ما)) بـ((ليس)) أقوی من مشابھۃ ((لا)) بھا؛ لأنھا لنفي الحال إذا لم يقع قرينۃ علی خلافہ وإلاّ فحمل علیہ نحو قولہ تعالی: ﴿ وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴾[الأنعام : 29]، وھذہ لمطلق النفي، فيضعف مشابھتھا بھا، "الكامل".
(2) قولہ: [علی المعرفۃ والنكرۃ] فقد يكون اسمھا وخبرھا كلاھما معرفتين نحو قولہ تعالی: ﴿مَّا ھُنَّ اُمَّہٰتِہِمْ ﴾[المجادلۃ : 2] وقد يكونان نكرتين نحو: ((ما رجل أفضل منك))، وقد يكون الاسم معرفۃ والخبر نكرۃ نحو قولہ تعالی: ﴿ مَا ہٰذَا بَشَرًا ﴾[يوسف : 31] ولا يوجد في كلامھم أن يكون المسند إلیہ نكرۃ والمسند معرفۃ.
(3) قولہ: [ولا تدخل ((لا))... إلخ] لأنّ النكرۃ خفيفۃ لنكارتھا والمعرفۃ قويّۃ لتعريفھا، وأيضاً ((لا)) عامل ضعيف لضعف مشابھتھا بـ((ليس))، فاختصّ الضعيفۃ بالخفيفۃ تناسباً بينھما، فإن قلت: قد تدخل ((لا)) علی المعرفۃ أيضاً نحو: ((لا زيد في الدار ولا عمرو))، وكقول النابغۃ الجعدي رضي اللہ تعالی عنہ:
وَحَلَّتْ سَوَادَ الْقَلْبِ لاَ أَنَا بَاغِياً سِوَاھا وَلاَ عَنْ حُبِّھا مُتَرَاخِياً
قلنا: إنّ ((لا)) في المثال الأوّل لنفي الجنس بطل عملھا لفوت بعض شرائط، ووجب تكرير ((لا))، وليس بمشابھۃ بـ((ليس))، وأمّا في الشعر فھي المشابھۃ لكنہ نادر، والنادر كالمعدوم. "الكامل".
(4) قولہ: [لا رجل ظريفاً] الظريف: "زيرك وخوش طبع"، واعلم أنّ لـ((لا)) ھذہ عملاً آخر وھو نصب الاسم ورفع الخبر، وھذا لمشابھتھا بـ((إنّ)) في المبالغۃ؛ لأنھا للمبالغۃ في الإثبات، وھذہ للمبالغۃ في النفي وتسمّی ((لا النافيۃ للجنس))، وھي نصّ في استغراق النفي، بخلاف ((لا)) المشبھۃ بـ((ليس))؛ فإنّھا لنفي الجنس ونفي الوحدۃ كليھما، فيقال علی الأوّل: ((لا رجل في الدار بل امرأۃ))، وعلی الثاني: ((لا رجل في الدار بل رجلان)). ثمّ اعلم أنہ قد تلحقھا ((تاء)) والتاء ھذہ للتأنيث عند الجمھور كما في ((ثمّۃ)) و((ربّۃ)) وزائدۃ للمبالغۃ في النفي عند الشارح الرضي، كما في ((العلاّمۃ))، وفي عملھا ثلاثۃ أقوال، الأوّل: أنھا لا تعمل شيئاً،