ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قولہ: [ما ولا... إلخ] إنّما أخّرھما عن الحروف المشبّھۃ بالفعل لأنّ تلك الحروف تعمل لمشابھتھا بفعل تامّ متصرّف، وھاتين تعملان لمشابھتھما بفعل ناقص غير متصرّف، والفعل الناقص متأخّر عن التامّ رتبۃ، فيكون مشابھہ متأخّراً عن مشابھہ، وما كان متأخّراً مرتبۃ فالأولی تأخيرہ ذكراً، وإنّما سمّيتا مشبھتين لمشابھتھما بـ((ليس)) في النفي والدخول علی المبتدأ والخبر، وتسمّيان ((ما ولا النافيتين))، و((حرفي الدواخل))، و((حرفي النواسخ))، و((حرفي المعاني))؛ لما ذكر فيما سبق.
(2) قولہ: [ترفعان الاسم... إلخ] اعلم أنّ ((ما)) و((لا)) لا تعملان شيئاً في لغۃ بني تميم، فالمبتدأ والخبر كلاھما مرفوعان بعد دخولھما بما كانا مرفوعين بہ قبل الدخول أعني: بالابتداء، نحو: ((ما زيد قائم))، ولغۃ أھل الحجاز إعمالھما عمل ((ليس))، قال اللہ تعالی: ﴿ مَا ہٰذَا بَشَرًا ﴾ [يوسف : 31] وقال تعالی: ﴿مَّا ھُنَّ اُمَّہٰتِہِمْ﴾[المجادلۃ : 2] ولكنّ لإعمال ((ما)) شروطاً ستّۃ عندھم، الأوّل: أن لا تزاد بعدھا ((إن)) فإن زيدت بطل العمل نحو: ((ما إن زيد قائم)) برفع قائم، وأجاز بعضھم النصب، والثاني: أن لا ينتقض النفي بــ((إلاّ)) نحو: قولہ تعالی: ﴿ وَمَاۤ اَنَا اِلَّا نَذِیۡرٌ ﴾ [الأحقاف : 9]، والثالث: أن لا يتقدّم خبرھا علی اسمھا وھو غير ظرف ولا جارّ ومجرور، نحو: ((ما قائم زيد)) فإن كان الخبر المتقدّم ظرفاً أو جارًّا ومجروراً نحو: ((ما عندك زيد)) و((ما في الدار زيد)) ففیہ خلاف الناس فمن ذھب إلی كونھا عاملۃ قال: إنّ الظرف والجارّ والمجرور في موضع نصب بھا، ومن لم يجعلھا عاملۃ قال: إنّھما في موضع رفع علی الخبريّۃ، والرابع: أن لا يتقدّم معمول الخبر علی الاسم والمعمول غير ظرف ولا جارّ ومجرور، نحو: ((ماطعامك زيد آكل)) فإن كان المعمول ظرفاً أو جارًّا ومجروراً لم يبطل العمل، نحو: ((ما عندك زيد مقيماً)) و((ما بي أنت معنياً))، والخامس: أن لا تتكرّر ((ما)) نحو: ((ما ما زيد قائم)) فإنّ الأولی نفت النفي فبقي إثباتاً، فلا يجوز النصب، والسادس الذي عدّ من الشروط: أن لا يبدّل من خبرھا موجب، نحو: ((ما زيد بشيء إلاّ بشيء لا يعبأ بہ)) فـ((بشيء)) في موضع الرفع علی الخبريّۃ، وعمل ((لا)) قليل مقصور علی السماع لنقصان المشابھۃ بـ((ليس))؛