الفرح الکامل |
ولھذا لا تقع إلاّ بين الجملتين(1)اللتين تكونان متغايرتين(2)بالمفھوم(3)، مثل: ((غاب زيد(4)كنّ بكراً حاضر)), و((ما جاءني زيد لكنّ عمرواً جاءني))، و((ليت))(5) و ھي.............................................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ متحرّك)) و((ما ھو الأبيض لكنّہ أسود)) و((لولا جاءني زيد لأكرمتہ لكنّہ لم يجئ)) فإنّہ لا يتوھم من نفي السكون نفي التحرّك في المثال الأوّل، ولا من نفي البياض نفي السواد في المثال الثاني، وعدم مجيء زيد مستفاد من ((لولا)) الامتناعيّۃ، في المثال الثالث، فلا توھم فيہ ولا دفع، ولھذا فسّر الاستدراك بعض النحاۃ بأن تنسب لما بعدھا حكماً مخالفاً لحكم ما قبلھا، والاستدراك لھذا المعنی صحيح في المثال الأوّل والثاني ويشكل بالثالث، فذھب بعض إلی أنّ ((لكنّ)) للاستدراك مرّۃ وللتوكيد أخری، في "القاموس": ((لكنّ)) للاستدراك والتحقيق، فھي في الثالث للتأكيد. "الكامل" وغيرہ بتصرّف. (1) قولہ: [بين الجملتين... إلخ] وھاتان الجملتان تسمّی الأولی منھما ((موھمۃ))؛ لأنھا منشأ التوھم والثانيۃ ((دافعۃ)) لأنھا تدفع التوھم. (2) قولہ: [متغايرتين] أي: لا يلزم التضادّ بين الموھمۃ والدافعۃ تضادًّا حقيقيًّا بل يكفي تنافيھما بوجہ مّا، قال اللہ تعالی: ﴿اِنَّ اللہَ لَذُوۡ فَضْلٍ عَلَی النَّاسِ وَلٰکِنَّ اَکْثَرَ النَّاسِ لَا یَشْکُرُوۡنَ ﴾[البقرۃ : 243] فإنّ عدم الشكر والإفضال ليسا بمتضادّين؛ لوقوع الاجتماع، إلاّ أنّ بينھما تنافياً في الجملۃ، "الرضي" وغيرہ. (3) قولہ: [بالمفھوم] أي: بالمعنی نفياً وإثباتاً، فيمكن أن تكونا مثبتتين لفظاً، نحو: ((غاب زيد لكنّ بكراً حاضر))، فإنّھما وإن كانتا مثبتتين لفظاً متغايرتان معنی؛ لأنّ معنی ((لكنّ بكراً حاضر)): ((لكنّ بكراً ما غاب))، أو تكونا منفيّتين لفظاً، نحو: ((ما سافر زيد لكنّ عمرواً لم يقم))؛ فإنّھما وإن كانتا منفيّتين لفظاً مختلفتان معنی؛ لأنّ معنی ((لكنّ عمرواً لم يقم)): ((لكنّ عمرواً سافر))، "الكامل". (4) قولہ: [غاب زيد] فإنّہ لمّا قيل: ((غاب زيد)) توھم أنّ بكراً أيضاً غائب لِما بينھما من الألفۃ والتلابس والتماثل في الطريقۃ، فاستدرك بقولہ: ((لكنّ بكراً حاضر))، وكذا التقرير في قولہ: ((ما جاءني... إلخ)) "الكامل" وغيرہ. (5) قولہ: [وليت] قد تبدّل الياء تاءً فتدغم في التاء فتصير ((لتّ)).