Brailvi Books

الفرح الکامل
12 - 138
الدراھم، وللتبيين(1)، نحو قولہ تعالی: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْاَوْثَانِ ﴾ [الحج: 30], أي: الرجس الذي ھو الأوثان، وللزيادۃ(2)، نحو قولہ تعالی(3):
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مبدء أخذ عندھم، ونحو قولہ تعالی: ﴿حَتَّی تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ﴾[آل عمران:92] أي: بعض ما تحبّون، ويؤيّدہ قراءۃ ابن مسعود رضي اللہ تعالی عنہ: ((حتی تنفقوا بعض ما تحبّون)) "الكامل" وغيرہ.

(1)	قولہ: [وللتبيين] أي: لتوضيح المراد بأمر مبھم، وعلامتھا أن يصحّ وضع الموصول موضعھا كما أشار إليہ المصنّف بقولہ: ((أي: الرجس الذي... إلخ))، أو يصحّ جعل المجرور بھا خبراً لأمر مبھم قبلہ؛ فإنّہ يصحّ أن يقال في المثال المذكور: ((الرجس ھو الأوثان))، ومنہ قولہ تعالی: ﴿وَعَدَ اللَّہ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْھم مَّغْفِرَۃ﴾[الفتح : 29] أي: الذين آمنوا ھم ھؤلاء، "الكامل" وغيرہ.

(2)	قولہ: [وللزيادۃ] اعلم أنّ لزيادۃ ((من)) ثلاثۃ شرائط عند الجمھور أحدھا: تقدّم نفي أو نھي أو استفھام بـ((ھل))، والثاني: تنكير مجرورھا، والثالث:كونہ فاعلاً أو مفعولاً بہ أو مفعولاً مطلقاً أو مبتدأ، نحو قولہ تعالی: ﴿وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَۃ إِلاَّ يَعْلَمُھا﴾[الأنعام:59] وقولك: ((لا تضرب من أحد))، ونحو قولہ تعالی: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾[الأنعام:38] قال أبو البقاء: ((من)) فيہ زائدۃ و((شيء)) في موضع المصدر، أي: تفريطاً، وقولہ تعالی: ﴿ھل مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّہ﴾[فاطر:3]، ولم يشترط أبو الحسن الأخفش شيئاً من الشرطين الأوليين واستدلّ علی عدم اشتراطھما بنحو قولہ تعالی: ﴿يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ﴾[الأحقاف: 31] ولم يشترط الكوفيون الأوّل فقط واستدلّوا علی عدم اشتراطہ بقولھم: ((قد كان من مطر))، " الكامل".

(3)	قولہ: [نحو قولہ تعالی... إلخ] كون ((من)) زائدۃ في قولہ تعالی: ﴿يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ﴾[الأحقاف: 31] مبنيّ علی مذھب الأخفش كما بيّناہ فإنّہ لا يشترط عندہ لزيادتھا تقدّم شيء من نفي وغيرہ ولا تنكير مجرورھا، وأمّا عند سيبويہ فـ((من)) فيہ للتبعيض، والمعنی: ((يغفر لكم بعض ذنوبكم))، وليس ھذا معارضاً بقولہ تعالی: ﴿إِنَّ اللَّہ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً﴾[الزمر:53] إذ الخطاب في الأوّل لأمّۃ نوح علی نبيّنا وعليہ الصلاۃ والسلام وفي الثاني لأمّۃ نبيّنا عليہ أفضل الصلاۃ وأكمل التحيّات، واعلم أنّ ((من)) تجيء لمعان أخری غير المعاني المذكورۃ في المتن، فمنھا: التعليل، نحو قولہ تعالی: ﴿مِمَّا خَطِيئَاتِھم أُغْرِقُوا﴾[نوح:25]، ومنھا: البدل، نحو قولہ تعالی: ﴿أَرَضِيتُم بِالْحَيَاۃ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَۃ﴾[التوبۃ:38] أي: بدل الآخرۃ، ومنھا: المجاوزۃ: نحو: ﴿يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَۃ مِّنْ ھذا﴾[الأنبياء:97] أي: مجاوزين عن ھذا، ومنھا:
Flag Counter