Brailvi Books

اربعين نوويه
48 - 154
الجوارح، وإذا فسدت فسدت الجوارح. قال العلماء: البدن مملكۃ والنفس مدينتھا، والقلب وسط المملكۃ، والأعضاء كالخدّام والقوی الباطنيۃ كضياع المدينۃ، والعقل كالوزير المشفق الناصح بہ، والشھوۃ طالب أرزاق الخدّام، والغضب صاحب الشرطۃ، وھو عبد مكّار خبيث، يتمثّل بصورۃ الناصح ونصحہ سمّ قاتل، ودأبہ أبداً منازعۃ الوزير الناصح، والقوۃ المخيلۃ في مقدم الدماغ كالخازن، والقوۃ المفكرۃ في وسط الدماغ، والقوۃ الحافظۃ في آخر الدماغ، واللسان كالترجمان، والحواسّ الخمس جواسيس، وقد وكّل كلّ واحد منھم بصنيع من الصناعات، فوكّل العين بعالم الألوان، والسمع بعالم الأصوات، وكذلك سائرھا فإنَّھا أصحاب الأخبار، ثم قيل: ھي كالحجبۃ توصل إلی النفس ما تدركہ، وقيل: إنَّ السمع والبصر والشمّ كالطاقات تنظر منھا النفس، فالقلب ھو الملك فإذا صلح الراعي صلحت الرعيۃ وإذا فسد فسدت الرعيۃ، وإنَّما يحصل صلاحہ بسلامتہ من الأمراض الباطنۃ كالغل، والحقد، والحسد، والشح، والبخل، والكبر، والسخريۃ، والرياء، والسمعۃ، والمكر، والحرص، والطمع، وعدم الرضی بالمقدور، وأمراض القلب كثيرۃ تبلغ نحو الأربعين، عافانا اللہ منھا وجعلنا ممن يأتيہ بقلب سليم.