Brailvi Books

اربعين نوويه
34 - 154
 الفقر، وعال الرجل يعيل عيلۃ أي: افتقر. والرعاء بكسر الراء وبالمد ويقال فيہ: رُعاۃ، بضم الراء وزيادۃ تاء بلا مد معناہ أنَّ أھل الباديۃ وأشباہھم من أھل الحاجۃ والفاقۃ يترقون في البنيان والدنيا تبسط لھم حتی يتباھوا في البنيان.

قولہ: (فَلَبِثَ مَلِيَّاً) ھو بفتح الثاء علی أنَّہ للغائب، وقيل: فلبثت بزيادۃ تاء المتكلم وكلاھما صحيح. وملياً بتشديد الياء معناہ وقتاً طويلاً. وفي روايۃ "أبي داود" و"الترمذي" أنَّہ قال: بعد ثلاثۃ أيام. وفي "شرح التنبيہ" للبغوي أنَّہ قال: بعد ثلاث فأكثر، وظاھر ھذا أنَّہ بعد ثلاث ليال. وفي ظاھر ھذا مخالفۃ لقول أبي ھريرۃ في حديثہ، ثم أدبر الرجل فقال رسول اللہ صلَّی اللہ عليہ وسلَّم: ((ردّوا علی الرجل))، فأخذوا يردونہ فلم يروا شيئاً فقال صلَّی اللہ عليہ وسلَّم: ((ھذا جبريل))(1). فيمكن الجمع بينھما بأنَّ عمر رضي اللہ عنہ لم يحضر قول النبي صلَّی اللہ عليہ وسلَّم لھم في الحال، بل كان قد قام من المجلس فأخبر النبي صلَّی اللہ عليہ وسلَّم الحاضرين في الحال، وأخبروا عمر بعد ثلاث إذ لم يكن حاضراً عند إخبار الباقين.

وقولہ صلَّی اللہ عليہ وسلَّم: (ھذا جِبْرِيْلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ)، فيہ دليل علی أنَّ الإيمان، والإسلام، والإحسان، تسمی كلّھا ديناً، وفي الحديث دليل علی أنَّ الإيمان بالقدر واجب، وعلی ترك الخوض في
(1)	"صحيح مسلم"، كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان، ر:۵، صـ23.
Flag Counter