Brailvi Books

اربعين نوويه
35 - 154
الأمور، وعلی وجوب الرضا بالقضاء. دخل رجل علی ابن حنبل رحمہ اللہ. فقال: عظني، فقال لہ: إن كان اللہ تعالی قد تكفّل بالرزق فاھتمامك لِمَاذا؟ وإن كان الخلف علی اللہ حقاً فالبخل لِمَاذا؟ وإن كانت الجنّۃ حقًّا فالراحۃ لِمَاذا؟ وإن كانت النار حقًّا فالمعصيۃ لِمَاذا؟ وإن كان سؤال منكر ونكير حقاً فالأنس لِماَذا؟ وإن كانت الدنيا فانيۃ فالطمأنينۃ لِمَاذا؟ وإن كان الحساب حقاً فالجمع لِمَاذا؟ وإن كان كلّ شيء بقضاء وقدر فالخوف لِمَاذا؟

فائدۃ: ذكر صاحب "مقامات العلماء" أنَّ الدنيا كلّھا مقسومۃ علی خمسۃ وعشرين قسماً: خمسۃ بالقضاء والقدر، وخمسۃ بالاجتھاد، وخمسۃ بالعادۃ، وخمسۃ بالجوھر، وخمسۃ بالوراثۃ. فأمَّا الخمسۃ التي بالقضاء والقدر: فالرزق، والولد، والأھل، والسلطان، والعمر. والخمسۃ التي بالاجتھاد: فالجنّۃ، والنار، والعفّۃ، والفروسيۃ، والكتابۃ. والخمسۃ التي بالعادۃ: فالأكل، والنوم، والمشي، والنكاح، والتغوّط. والخمسۃ التي بالجوھر: فالزھد، والذكاء، والبذل، والجمال، والھيبۃ. والخمسۃ التي بالوراثۃ: فالخير، والتواصل، والسخاء، والصدق، والأمانۃ. وھذا كلّہ لا ينافي قولہ صلَّی اللہ عليہ وسلَّم: ((كلّ شيء بقضاء وقدر))(1). وإنَّما معناہ: أنَّ بعض ھذہ الأشياء يكون مرتّباً علی سبب، وبعضھا يكون بغير سبب، والجميع بقضاء وقدر.
(1)  "مجمع الزوائد"، كتاب القدر، باب كل شيء بقدر، ر:11898، 7/427.
Flag Counter