Brailvi Books

اربعين نوويه
32 - 154
وزعمت "القدريۃ" أنَّ اللہ تعالی لم يقدّر الأشياء في القدم، ولا سبق علمہ بھا، وأنَّھا مستأنفۃ، وأنَّہ تعالی يعلمھا بعد وقوعھا، وكذبوا علی اللہ سبحانہ وتعالی جلَّ عن أقوالھم الكاذبۃ وتعالی علواً كبيراً، وھؤلاء انقرضوا وصارت "القدريۃ" في الأزمان المتأخرۃ يقولون: الخير من اللہ والشر من غيرہ، تعالی اللہ عن قولھم، وصحّ عنہ صلَّی اللہ عليہ وسلَّم أنَّہ قال: ((القدريۃ مجوس ھذہ الأمۃ))(1). سمّاھم "مجوساً" لمضاھاۃ مذھبھم مذھب المجوس، وزعمت "الثنويۃ" أنَّ الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمۃ فصاروا "ثنويۃ"، كذلك "القدريۃ" يضيفون الخير إلی اللہ والشر إلی غيرہ وھو تعالی خالق الخير والشر.

قال إمام الحرمين في كتاب "الإرشاد": إنَّ بعض "القدريۃ" تقول: لسنا بقدريۃ بل أنتم القدريۃ لاعتقادكم أخبار القدر، وردّ علی ھؤلاء الجھلۃ بأنَّھم يضيفون القدر إلی أنفسھم، ومن يدعي الشر لنفسہ ويضيفہ إليھا أولی بأن ينسب إليہ ممن يضيفہ لغيرہ وينفيہ عن نفسہ.

قولہ عليہ السلام: (فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِحْسَانِ، قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللہ كَأَنَّكَ تَرَاہ)، وھذا مقام المشاھدۃ لأنَّ من قدر أن يشاھد الملك استحی أن يلتفت إلی غيرہ في الصلاۃ وأن يشغل قلبہ بغيرہ ومقام الإحسان مقام الصديقين وقد تقدّم في الحديث الأول الإشارۃ إلی ذلك. 

قولہ صلَّی اللہ عليہ وسلَّم: (فَإِنَّہ يَرَاكَ) غافلاً إن غفلت في
(1)	"سنن أبي داود"، كتاب السنۃ، باب الدليل علی زيادۃ الإيمان ونقصانہ، ر:4691، 4/294.
Flag Counter