Brailvi Books

اربعين نوويه
21 - 154
قولہ صلَّی اللہ عليہ وسلَّم: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ) يحتمل: إنّما صحۃ الأعمال أو تصحيح الأعمال، أو قبول الأعمال، أو كمال الأعمال، وبھذا أخذ الإمام أبو حنيفۃ رحمہ اللہ تعالی، ويستثنی من الأعمال ما كان قبيل التروك كإزالۃ النجاسۃ، وردّ الغصوب والعواري، وإيصال الھديۃ وغير ذلك، فلا تتوقّف صحّتھا علی النيّۃ المصحّحۃ، ولكن يتوقف الثواب فيھا علی نيۃ التقرب، ومن ذلك ما إذا أطعم دابتہ، إن قصد بإطعامھا امتثال أمر اللہ تعالی فإنّہ يثاب، وإن قصد بإطعامھا حفظ الماليۃ فلا ثواب، ذكرہ القرافي، ويستثنی من ذلك فرس المجاھد، إذا ربطھا في سبيل اللہ فإنّھا إذا شربت وھو لا يريد سقيھا أثيب علی ذلك كما في "صحيح البخاري"، وكذلك الزوجۃ وكذلك إغلاق الباب وإطفاء المصباح عند النوم إذا قصد بہ امتثال أمر اللہ أثيب وإن قصد أمراً آخر فلا.

واعلم أنّ النيّۃ لغۃ: القصد، يقال نواك اللہ بخير: أي قصدك بہ. والنيّۃ شرعاً: قصد الشيء مقترناً بفعلہ، فإن قصد وتراخی عنہ فھو عزم، وشرعت النيّۃ لتمييز العادۃ من العبادۃ أو لتمييز رتب العبادۃ بعضھا عن بعض، مثال الأول: الجلوس في المسجد قد يقصد للاستراحۃ في العادۃ، وقد يقصد للعبادۃ بنيّۃ الاعتكاف، فالمميّز بين العبادۃ والعادۃ ھو النيّۃ، وكذلك الغسل: قد يقصد بہ تنظيف البدن في العادۃ، وقد يقصد بہ العبادۃ فالمميّز ھو النيّۃ، وإلی ھذا المعنی أشار النبي صلَّی اللہ عليہ وسلَّم حين سئل عن الرجل يقاتل رياء ويقاتل حميّۃ