ثم ینظر فی العلل الخفیۃ والغوامض الدقیقۃ وعلیٰ ھٰذا لم یقدر أحد منذ قرون فإن وجد الحدیث منزھا من العلل کلھا بعد الإحاطۃ بوجوہ الإعلال فإنما یحکم بصحۃ الحدیث بمعنی مصطلح الأثر بعد أن یمر بھٰذہ المراحل الثلٰثۃ وحفاظ الحدیث کلھم والنقاد الأجلۃ وغیر الواصلین إلٰی ذروۃ الاجتھاد الشامخۃ لایبلغون إلا إلٰی ھٰذہ المرحلۃ والذین یدعون الاجتھاد وکفائۃ الأئمۃ الأمجاد وھم یقلدون إثناء الجوب ھٰذہ المراحل أصحاب الصحاح أومصنفي أسماء الرجال تقلیدا جامدا یوقحون ولایستحیون بل ھٰذا التقلید شرک جلی علیٰ قولھم في اي آیۃ أوحدیث قیل إن البخاري والترمذي بل الإمام أحمد وابن المدیني ما یصححونہ أو ما یخرجونہ من حدیث یکون کذلک وأي نص جاء أن الذھبي والعسقلاني بل النسائي وابن عدي والدار قطني بل یحیی القطان ویحیی بن معین وابن مھدي ما یقولونہ فذٰلک ھوالحق المبین۔
ولما لم یتقرر تقلید الأکابر الذین ھم أرفع وأعلیٰ وأعلم وأعظم بدرجات من ھؤلاء وأمثالھم الذین کان ینبغي لھم أن یقلدوھم و یتبعوھم في معرفۃ الأحکام الإلٰھیۃ الذین یعترف ھٰؤلاء أیضا بدرجات إمامتھم السامیۃ فالتقلید المحض للرجال (أمثال البخاري والترمذي وغیرھما) الذین ھم أقل رتبۃ ومکانۃ بکثیر من ھٰؤلاء الأکابر (أمثال الأئمۃ الأربعۃ) في أقل من