إنّ ليلةَ النِّصفِ من شَعبانَ تُرفَعُ فيها الأعمالُ ويُقدَّرُ فيها ما يكون، لذا ينبغي لِلمُسلِمِ أن يَصُومَ يومَ الرابع عشَر مِن شعبان ويَعتَكِفَ في المسجد بعد صلاةِ العَصرِ بقَصدِ انتِظار صَلاةِ المغرب كي يُرفَعَ عَمَلُه وهو صائِمٌ وجالِسٌ في المسجدِ بنيَّةِ الاعتكافِ وانتِظار الصَّلاةِ، والأفضَلُ قِيامُ اللَّيلِ كلِّه.
رقعة خضراء
كان سيِّدُنا أميرُ المؤمنين عُمَرُ بنُ عبدِ العزيز رضي الله تعالى عنه يُصلِّي، ولَمَّا رَفَعَ رأسَه مِن صلاتِه وكانتْ ليلةُ النِّصفِ مِن شعبانَ وَجَدَ رُقعَةً خَضرَاء قد اتَّصَلَ نُورُها بالسَّماء مكتوبٌ فيها: هذه بَراءَةٌ من النَّارِ مِن الْمَلِكِ العزيزِ لِعبدِه عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ(1).
سبحانَ الله! أيّها الإخوةُ كما تَدُلُّ هذه الحِكايَةُ على عَظَمةِ سيِّدِنا أمير المؤمِنين عمرَ بنِ عبدِ العزيز رضي الله تعالى عنه كذلك تَدُلُّ على عَظَمةِ ليلةِ البَراءةِ وفضلِها، لأنّ فيها بَراءةً مِن نار جَهنّمَ الْمُلتهِبةِ، ولذا سُمِّيتْ هذه اللَّيلةُ بالبَراءةِ.
(1) ذكره إسماعيل الحقي في "روح البيان"، الجزء الخامس والعشرون، ٨/٤٠٢.