Brailvi Books

الفرح الکامل
46 - 138
ف((لَمْ)) (3)تجعل المضارع (2)ماضیاً منفیاً, مثل: ((لم یضرب))بمعنی((ما ضرب)) (2),و((لَمّا)) مثل((لَم)), …………………
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأوّل سبباً؛ فإنّہ قد يكون سبباً، نحو: ((إن كانت الشمس طالعۃ فالنھار موجود))، وقد يكون شرطاً، نحو: ((إن كان لي استطاعۃ فحججت))، وقد يكون لا سبباً ولا شرطاً، نحو: ((إن كان زيد أبا عمرو فكان عمرو ابنہ))، فإنّ أبوۃ زيد ليست بسبب ولا بشرط لبنوۃ عمرو؛ لأنّ السبب والشرط يكونان مقدّمين علی المسبّب والمشروط والأبوۃ والبنوۃ متضائفتان لا يكون فيھما تقدّم وتأخّر، والتفسير الصحيح عندہ: أن يكون الأوّل ملزوماً والثاني لازماً، واختارہ الشيخ عبد الرحمن الجامي قدّس سرّہ السامي في "الفوائد"، وفسّرھما أھل الميزان بصدق الثاني عند صدق الأوّل، وھذا شامل للقضيّۃ اللزوميّۃ والاتفاقيّۃ جميعاً، بخلاف تفسير الرضي فإنّہ غير شامل للاتفاقيّۃ ظاھراً، وفي "شرح الشرح": أنّ المراد بالملزوم واللازم ما يعمّ اللزوميّۃ والاتفاقيّۃ، فعلی ھذا يتّفق التفسيران، وقال في "التكملۃ": إنّ مراد النحاۃ بالسببيّۃ مجرّد اتّصال في اعتقاد المتكلّم حقيقۃ كان أو إدّعاء، نحو: ((إن تشتمني أكرمك))، وعلی ھذا يتّحد التفاسير الثلاثۃ مآلاً، واللہ تعالی أعلم "الكامل".

(1)	قولہ: [فـ((لم))] إنّما قدّم المصنّف الحروف الأربعۃ علی ((إن))؛ لأنھا تجزم فعلاً واحداً وھي تجزم فعلين، والواحد مقدّم علی الاثنين، فالمناسب تقديم العامل في الواحد علی العامل في الاثنين، وإنّما قدّم ((لم)) علی الثلاثۃ الباقيۃ؛ لأنھا أصل ((لمّا)) زيدت عليھا ((ما)) لإفادۃ الاستغراق، والأصل مقدّم علی الفرع، ومدخول ((لم)) يدلّ علی الزمان الماضي ومدخول لام الأمر ولام النھي علی الزمان المستقبل، والماضي مقدّم علی المستقبل، فالمناسب تقديم ما ھو العامل في الدالّ علی الماضي علی ما ھو العامل في الدالّ علی المستقبل، "الكامل".

(2)	قولہ: [تجعل المضارع... إلخ] معناہ أنّ ((لم)) تقلّب المضارع ماضياً منفيًّا معنًی لا لفظاً كما زعم بعضھم.

(3)	قولہ: [بمعنی ما ضرب] المفھوم من كلام سيبويہ أنّ ((ما)) تفيد التقريب في النفي مثل إفادۃ ((قد)) التقريب في الإثبات، فمعنی ((ما ضرب)): انتفی الضرب في الماضي القريب، بخلاف ((لم)) فإنّھا تدلّ علی انتفاء فعل في الماضي قريباً كان أو بعيداً، فمعنی ((لم يضرب)): انتفی الضرب في الزمان الماضي مع قطع النظر عن القرب والبعد، وظھر بھذا أنّ ((ما)) و((لم)) متّفقتان في الدلالۃ علی انتفاء الفعل في الماضي وتختلفان في تقريب النفي، فمقصود الشارح عليہ الرحمۃ بقولہ: ((بمعنی ما ضرب)) مجرّد بيان المعنی المشترك فيہ، أي: ((لم يضرب)) بمعنی
Flag Counter