ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدّھا من النواصب، ومذھب البصريين أنھا قد تكون ناصبۃ بنفسھا كـ((أن)) وجارّۃ مضمراً بعدھا ((أن)) فإذا تقدّمھا اللام نحو قولہ تعالی: ﴿لِّکَیۡلَا تَاۡسَوْا ﴾ [الحديد : 23] فھي ناصبۃ لا غير، بمعنی ((أن)) وليس فيھا معنی التعليل، بل ھي مستفاد من اللام، وإذا جاء بعدھا ((أن)) نحو: ((كيما أن تغر)) فھي إذن جارّۃ لا غير بمعنی لام التعليل، وھي في غير ھذہ المواضع نحو: ((جئتك كي تكرمني)) يحتمل أن تكون ناصبۃ بنفسھا بمعنی التعليل، وأن تكون جارّۃ كاللام مضمراً بعدھا ((أن)). "الرضي" وغيرہ ملخّصاً.
(1) قولہ: [سبب لدخول الجنّۃ] اعلم أنّ المراد بالسبب ھاھنا ھو السبب الظاھريّ دون الحقيقيّ، إذ السبب الحقيقي ھو المؤثّر الحقيقيّ، فلا يعارض قول المصنّف لما جاء في الحديث النبوي: ((لن يدخل أحدكم الجنّۃ بعملہ))، فإنّ الإسلام سبب ظاھريّ لدخول الجنّۃ، والنفي لكون العمل سبباً حقيقيًّا، فلا تنافي بينھما، "الكامل".
(2) قولہ: [وإذن] ھي حرف عند الجمھور، وقيل: اسم، وعلی القول الأوّل فالصحيح أنھا بسيطۃ لا مركّبۃ من ((إذ)) و((أن)) وعلی البساطۃ فالصحيح أنھا الناصبۃ لا ((أن)) مضمرۃ بعدھا، واعلم أنّ لعملھا شروطا ثلاثۃ، الأوّل: أن تكون في صدر الكلام، فإذا قيل لك: ((آتيك))، فتقول: ((إذن أكرمَك)) بالنصب، ولو قلت: ((أنا إذن)) قلت: ((أكرمُك)) بالرفع لفوات التصدير، والثاني: أن يكون الفعل بعدھا استقبالاً، فلو قيل لك: ((أحبّك))، فقلت: ((إذن أظنُّك صادقاً)) رفعت، لأنہ حال لا مستقبل، والثالث: أن لا يفصل بينھا وبين الفعل بفاصل إلاّ بالقسم أو بـ((لا)) النافيۃ، كما إذا قيل لك: ((سأزورك))، فقلت: ((إذن أكرمَك)) نصبت؛ لأنہ وجد فيہ الشرائط الثلاثۃ، "المغني" وغيرہ.
(3) قولہ: [للجواب والجزاء] في كلّ موضع أو في الأكثر علی اختلاف القولين، وقد تتمحّض للجواب بدليل أنہ يقال لك: ((أحبّك)) فتقول: ((إذن أظنّك صادقاً))؛ إذ لا مجازاۃ ھنا ضرورۃ، والأكثر أن تكون جواباً لـ((إن)) أو ((لو)) ظاھرتين أو مقدّرتين، "المغني" ملخّصاً.
(4) قولہ: [وھو لا يتحقّق] أي: عمل ((اذن))، فالضمير راجع إلی عمل ((إذن)) لتقدّم ذكرہ ضمناً.
(5) قولہ: [فھي لا تدخل... إلخ] أي: إذا ثبت أنّ عملھا لا يتحقّق إلاّ في الزمان المستقبل فھي لا تدخل عاملۃ إلاّ علی الفعل المستقبل.