ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قولہ: [الحروف المشبّھۃ بالفعل] فإن قلت: الأولی تقديم الحروف المشبّھۃ بالفعل علی الحروف الجارّۃ لأنھا تجرّ الاسم، وھذہ تنصب الاسم وترفع الخبر، والمنصوب والمرفوع مقدّمان علی المجرور، قلنا: عمل الحروف الجارّۃ أصليّ بخلاف الحروف المشبّھۃ بالفعل؛ فإنّ عملھا فرعيّ غير أصليّ، لأنھا تعمل لكونھا مشابھۃ للفعل والأصليّ أولی بالتقديم من الغير الأصليّ، وتسميتھا بـ((الحروف المشبّھۃ بالفعل)) لكونھا مشابھۃ للفعل لفظاً ومعنًی، أمّا لفظاً ففي الثلاثيّۃ والرباعيّۃ وفي الإدغام، وفي لحوق كاف الخطاب ونون الوقايۃ في أواخرھا، نحو: ((إنك)) و((إنّني))، ودخولھا علی الاسمين، وفي كونھا مبنيّۃ علی الفتح، وأمّا معنی؛ فلأنّ معانيھا معاني الأفعال فمعنی ((إنّ)) و((أنّ)) حقّقت، ومعنی ((كأنّ)) شبّھۃ، ومعنی ((لكنّ)) استدركت، ومعنی ((ليت)) تمنّيت، ومعنی ((لعلّ)) ترجّيت، وتسمّی بــ((الحروف النواسخ))؛ لأنھا إذا دخلت علی المبتدأ والخبر تنسخ العمل السابق وھو الرفع في كليھما، وتسمّی بــ((الحروف الدواخل)) لأنھا تدخل علی المبتدأ والخبر، وتسمّی بـ((حروف المعاني)) لدلالتھا عليھا، "عبد الرحمن" و"حاشيۃ الشمۃ" وغيرھما.
(2) قولہ: [تنصب المبتدأ... إلخ] إنّما أعطيت ھذہ الحروف عمل النصب والرفع لمشابتھا بالفعل المتعدّي خاصّۃ في الدخول علی الاسمين، واعلم أنّ للفعل عملين أصليّ وفرعيّ، فالأصليّ رفع الجزء الأوّل ونصب الثاني، والفرعيّ عكسہٗ فأعطي ھذہ الحروف العمل الفرعيّ لكونھا فرعاً في العمل لما ذكرنا.
(3) قولہ: [ترفع الخبر] رفع ھذہ الحروف الخبرَ عند البصريين، أمّا عند الكوفيين فھو مرفوع بالعامل المعنويّ وھو الابتداء، لا بھذہ الحروف.
(4) قولہ: [ستّۃ حروف] فإن قلت: لمّا كانت ھذہ الحروف ستّۃ كان المناسب أن يعبّر عنھا بـ((أحرف)) الّذي ھو جمع القلّۃ لا بـ((حروف)) الّذي ھو جمع الكثرۃ، قلنا: إنّہ لمّا عبّر عن الّتي قبلھا بـ((الحروف الجارّۃ)) لم يستحسن تغيير الأسلوب مع شيوع استعمال كلّ من صيغتي الكثرۃ والقلّۃ في الأخری كما ذكرہ صاحب "الفوائد" من أنہ قد يستعار أحدھما للآخر كقولہ تعالی: ﴿ ثَلٰثَۃَ قُرُوۡٓءٍ ﴾ [البقرۃ : 228] مع وجود ((أقراء)).