ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم اللہ الرحمن الرحيم الحمد للہ الذي خلق الإنسان، وأعزّ منھم العاملين، والصلاۃ والسلام علی سيّد العاملين الكاملين وعلی آلہ وأصحابہ بآدابہ المتأدّبين.
(1) قولہ: [بسم اللہ الرحمن الرحيم] صدّر المؤلّف رسالتہ بالتسميۃ اقتداءً بكتاب اللہ عزّوجلّ، وعملاً بقول النبيّ صلی اللہ تعالی عليہ وعلی آلہ وأصحابہ وسلم: ((كلّ أمر ذي بال لا يبدء فيہ بـ((بسم اللہ الرحمن الرحيم)) فھو أقطع)) أي: ناقص وقليل البركۃ، فالأمر الّذي لا يبدء بھا وإن تمّ حسًّا لا يتمّ معنی. والإشكال بتعارض حديثي التسميۃ والتحميد، قد أجبنا عنہ في "عنايۃ النحو". تركيب التسميۃ ھكذا: ((الباء)) حرف جرّ و((اسم)) مجرور بالباء وعلامۃ جرّہ كسرۃ ظاھرۃ في آخرہ. والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف تقديرہ: ((أؤلّف بسم اللہ... إلخ)) وھو فعل مضارع مرفوع لتجرّدہ عن الناصب والجازم. وعلامۃ رفعہ ضمۃ ظاھرۃ في آخرہ والفاعل ضمير مستتر وجوباً. و((اسم)) مضاف، واسم الجلالۃ مضاف إليہ وھو مجرور وعلامۃ جرّہ كسرۃ ظاھرۃ في آخرہ. و((الرحمن)) مع فاعلہ صفۃ للفظ الجلالۃ مجرور وعلامۃ جرّہ كسرۃ ظاھرۃ في آخرہ. و((الرحيم)) مع فاعلہ صفۃ ثانيۃ لہ مجرور وعلامۃ جرّہ كسرۃ ظاھرۃ في آخرہ. وھذا الوجہ من الإعراب متعيّن قرأۃ، ويجوز في ((الرحيم)) النصب والرفع أيضاً بناءً علی نصب لفظ ((الرحمن)) ورفعہ، فھذہ ستّۃ أوجہ تجوز عربيّۃ لا قرأۃ. أمّا جرّھما فلكونھما نعتين لاسم الجلالۃ كما تقدّم، وأمّا النصب فبفعل محذوف تقديرہ: ((أمدح))، وأمّا الرفع فعلی الخبريّۃ والمبتدأ محذوف تقديرہ: ((ھو)). والاسم لغۃ: ما دلّ علی مسمًّی، واصطلاحاً: كلمۃ دلّت علی معنی في نفسھا ولم يقترن معناھا بزمان، و((اللہ)) اسم لذات الواجب الوجود المستحقّ لجميع المحامد، و((الرحمن)) المنعم بجلائل النعم أي: النعم الجليلۃ العظيمۃ، و((الرحيم))المنعم بدقائق النعم أي: النعم الحقيرۃ. "الحاشيۃ علی الشمّۃ" بتغيّر.
(2) قولہ: [الحمد للہ... إلخ] ابتدأ كتابہ بحمد اللہ اقتداءً بكتاب اللہ عزّوجلّ وامتثالاً بحديث رسول اللہ صلّی اللہ تعالی عليہ وعلی آلہ وأصحابہ وسلّم: ((كلّ أمر ذي بال لم يبدء فيہ بحمد اللہ فھو أقطع)). ومعنی ((الحمدللہ)) أنّ كلّ حمد من الأزل إلی الأبد من أيّ حامد كان صدر أو لم يصدر مختصّ باللہ تعالی، ففيہ ثلاثۃ تعميمات وتخصيص واحد، أمّا التعميمات الثلاثۃ فتعميم الحمد بأن يكون كلّ فرد من أفراد الحمد، وتعميم الزمان بأن يكون من الأزل إلی الأبد، وتعميم الحامد بأن يكون من أيّ حامد سواء كان من الملائكۃ أو غيرھم. وأمّا
