نحمدہ ونصلّي علی رسولہ الكريم.أما بعد!
فإنّ الإنسان يستعين بالكلمات والألفاظ للتعبير عن ما في ضميرہ, ولكنّ عملہ ھذا لا يحرز النجاح مئۃ في مئۃ, وسببہ أنّ دلالات الألفاظ لا تكون تامّۃ أبداً, فإنّھا يتدخّل فيھا المجاز مع الحقيقۃ, والكنايۃ مع التصريح, والإجمال مع التفصيل, والإبھام مع الوضوح, فلذلك يحتاج المتن كتابيًّا كان أو لسانيًّا لأن يرفع الإبھام والغموض عنہ, ويميّز مجازہ عن حقيقتہ, ويستعرض احتمالاتہ المعنويۃ, ويعيّن دلالاتہ حسب ما يمكن, وللوصول إلی ھذہ الأھداف المنشودۃ يتوصّل بالتفسيرات والشروح والحواشي.
إنّ مصدر العلوم الإسلاميۃ ومنبع العلوم الشرعيّۃ القرآن العظيم والأحاديث النبويۃ علی صاحبھا ألف ألف سلام وتحيۃ, كان المسلمون في القرون الھجريۃ الابتدائيۃ يقبلون علی تدوين شتّی العلوم والفنون من التفسير وما يتعلّق بہ والحديث وما يختصّ بہ والفقہ وما يلحق بہ, ويمتاز عھد خلفاء بني العبّاس من ھذہ الناحيۃ خاصّۃ, فيقال لہ: ½عھد ذھبي¼ لتدوين العلوم والفنون راج فيہ مع العلوم النقليۃ العلوم العقليۃ أيضاً من المنطق والفلسفلۃ وغيرھما, وترجمت فيہ أكثر كتب العلوم والفنون من اللغۃ اليونانيۃ إلی العربيۃ.
وشرع المسلمون تأليف الشروح والتعليقات والحواشي للكتب الأساسيۃ في العلوم الجذريۃ والفنون الرئيسيۃ بعد ما تَمّ تدوين العلوم الشرعيۃ والأدبيۃ والحكميۃ والاجتماعيۃ بجھودھم المباركۃ المتواصلۃ, تفاصيلھا محفوظۃ في "مفتاح السعادۃ" لطاش كبری زادہ و"كشاف" اصطلاحات الفنون للشيخ محمّد أعلی.