فوصف العزّ ثابت أبداً، ووصف الذلّ منتف عنہ تعالی، ومن كان كذلك فھو مستغن عن طاعۃ المطيع، ولو أنّ الخلق كلّھم أطاعوا كطاعۃ أتقی رجل منھم، وبادروا إلی أوامرہ ونواھيہ ولم يخالفوہ، لم يتكثّر سبحانہ وتعالی بذلك، ولا يكون ذلك زيادۃ في ملكہ، وطاعتھم إنّما حصلت بتوفيقہ وإعانتہ، وطاعتھم نعمۃ منہ عليھم، ولو أنّھم كلّھم عصوہ كمعصيۃ أفجر رجل وھو إبليس، وخالفوا أمرہ ونھيہ لم يضرّہ ذلك ولم ينقص ذلك من كمال ملكہ شيئاً، فإنّہ لو شاء أھلكھم وخلق غيرھم فسبحان من لا تنفعہ الطاعۃ، ولا تضرّہ المعصيۃ.
قولہ تعالی: (فَأَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَتَہ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِيْ إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ المِخْيَطُ إَذَا أُدْخِلَ البَحْرَ) ومعلوم أنّ المخيط وھو الإبرۃ وذلك في المشاھدۃ لا تنقص من البحر شيئاً، والذي يتعلق بالمخيط لا يظھر لہ أثر في المشاھدۃ ولا في الوزن.
قولہ تعالی: (فَمَنْ وَجَدَ خَيْرَاً فَليَحْمَدِ اللہ) أي: علی توفيقہ لطاعتہ.
قولہ تعالی: (وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُوْمَنَّ إِلاَّ نَفْسَہ) حيث أعطاھا مناھا واتبع ھواھا.