Brailvi Books

اربعين نوويه
64 - 154
لزمانہ، مقبلاً علی شأنہ. حافظاً للسانہ، ومَن حسب الكلام من عملہ يوشك أن يقلّ الكلام إلاّ فيما يعنيہ. قلت: بأبي وأمّي فما كان في صحف موسی؟ قال: ((كانت عبراً كلّھا، كان فيھا: عجباً لمن أيقن بالنار كيف يضحك، وعجباً لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجباً لمن رأی الدنيا وتقلّبھا بأھلھا وھو يطمئنّ إليھا، وعجباً لمن أيقن بالقدر ثم ھو يغضب، وعجباً لمن أيقن بالحساب غداً وھو لا يعمل))، قلت: بأبي وأمّي ھل بقي مما كان في صحفھما شيء؟ قال: ((نعم، يا أبا ذر
﴿ قَدْ  اَفْلَحَ مَنۡ  تَزَکّٰی ﴾ إلی آخر السورۃ [الأعلی:14  - 19]))،
قلت: بأبي وأمّي أوصني، قال: ((أوصيك بتقوی اللہ فإنَّھا رأس أمرك كلّہ))، قال: قلت زدني، قال: ((عليك بتلاوۃ القرآن واذكر اللہ كثيراً فإنَّہ يذكرك في السماء))، قلت زدني، قال: ((عليك بالجھاد فإنَّہ رھبانيۃ المؤمنين))، قلت زدني، قال: ((عليك بالصمت فإنَّہ مطردۃ للشياطين عنك، وعون لك علی أمر دينك))، قلت زدني، قال: ((قل الحقّ ولو كان مُرّاً))، قلت زدني، قال: ((لا تأخذك في اللہ لومۃ لائم))، قلت زدني، قال ((صل رحمك وإن قطعوك ))، قلت زدني، قال: ((بحسب امرئ من الشرّ ما يجھل من نفسہ، ويتكلف ما لا يعنيہ. يا أبا ذرّ: لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسن كحسن الخلق))(1).                                                                                   (1) لم نعثر علیہ بعد طول نظر.
Flag Counter