Brailvi Books

اربعين نوويه
42 - 154
وفي الحديث دليل علی عدم القطع بدخول الجنۃ أو النار، وإن عمل سائر أنواع البرّ، أو عمل سائر أنواع الفسق، وعلی أنَّ الشخص لا يتكل علی عملہ ولا يعجب بہ لأنَّہ لا يدري ما الخاتمۃ. وينبغي لكلّ أحد أن يسأل اللہ سبحانہ وتعالی حسن الخاتمۃ ويستعيذ باللہ تعالی من سوء الخاتمۃ وشرّ العاقبۃ. فإن قيل: قال اللہ تعالی:
 ﴿اِنَّ الَّذِیۡنَ اٰمَنُوۡا وَعَمِلُوا الصّٰلِحٰتِ اِنَّا  لَا نُضِیۡعُ اَجْرَ مَنْ اَحْسَنَ عَمَلًا ﴿ۚ۳۰﴾  ﴾ [الكہف: 30]
ظاھر الآیۃ أنَّ العمل الصالح من المخلص يقبل، وإذا حصل القبول بوعد الكريم أمن مع ذلك من سوء الخاتمۃ.

فالجواب من وجھين: أحدھما أن يكون ذلك معلّقاً علی شرط القبول وحسن الخاتمۃ، ويحتمل أنَّ من آمن وأخلص العمل لا يختم لہ دائماً إلا بخير، وأنَّ خاتمۃ السوء إنّما تكون في حقّ من أساء العمل أو خلطہ بالعمل الصالح المشوب بنوع من الرياء والسمعۃ ويدلّ عليہ الحديث الآخر ((إنَّ أحدكم ليعمل بعمل أھل الجنّۃ فيما يبدو للناس))(1)، أي: فيما يظھر لھم صلاح مع فساد سريرتہ وخبثھا، واللہ أعلم. 

وفي الحديث دليل علی استحباب الحلف لتأكيد الأمر في النفوس وقد أقسم اللہ تعالی:
﴿ فَوَ رَبِّ السَّمَآءِ  وَ الْاَرْضِ  اِنَّہٗ  لَحَقٌّ﴾ [الذاریات:23]،
 وقال اللہ تعالی:
﴿قُلْ  بَلٰی وَ رَبِّیۡ  لَتُبْعَثُنَّ  ثُمَّ  لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ﴾ [التغابن: 7]،
واللہ تعالی أعلم.
(1)	"صحيح مسلم"، كتاب الإيمان، باب بيان غلظ تحريم قتل الإنسان نفسہ...إلخ، ر:112، صـ71.
Flag Counter