Brailvi Books

اربعين نوويه
29 - 154
 الأَمَۃُ رَبَّتَھا، وَأَنْ تَری الْحُفَاۃ العُرَاۃ العَالَۃ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُوْنَ فِي البُنْيَانِ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيَّاً ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللہ وَرَسُولُہ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّہ جِبْرِيْلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ))، رَوَاہ مُسْلِمٌ(1).

قولہ عليہ السلام: (أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَم)، الإيمان في اللغۃ: ھو مطلق التصديق، وفي الشرع: عبارۃ عن تصديق خاصّ، وھو التصديق باللہ، وملائكتہ، وكتبہ، ورسلہ، واليوم الآخر، وبالقدر خيرہ وشرّہ. وأمَّا الإسلام فھو عبارۃ عن فعل الواجبات، وھو الانقياد إلی عمل الظاھر. قد غاير اللہ تعالی بين الإيمان والإسلام كما في الحديث، قال اللہ تعالی:
﴿ قَالَتِ الْاَعْرَابُ اٰمَنَّا ؕ قُلۡ لَّمْ تُؤْمِنُوۡا وَ لٰکِنۡ  قُوۡلُوۡۤا  اَسْلَمْنَا ﴾ [الحجرات:14].
وذلك أنَّ المنافقين كانوا يصلّون ويصومون ويتصدّقون، وبقلوبھم ينكرون، فلمّا ادّعوا الإيمان كذَّبَھم اللہ تعالی في دعواھم الإيمان لإنكارھم بالقلوب، وصدّقھم في دعوی الإسلام لتعاطيھم إياہ. وقال اللہ تعالی:
وَ اللہُ  یَشْہَدُ  اِنَّ  الْمُنٰفِقِیۡنَ لَکٰذِبُوۡنَ ۚ﴿1﴾ ﴾ [المنافقون: 1]
أي: في دعواھم الشھادۃ بالرسالۃ مع مخالفۃ قلوبھم، لأنّ ألسنتھم لم تواطئ قلوبھم، وشرط الشھادۃ بالرسالۃ: أن يواطئ اللسان القلب فلما كذبوا في دعواھم بيّن اللہ تعالی كذبھم،
(1)	"صحيح مسلم"، كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان...إلخ، ر:8، صـ:21.
Flag Counter