Brailvi Books

اربعين نوويه
27 - 154
كان من مطلوبات الدنيا؟ قيل في الجواب: إنَّہ لم يخرج في الظاھر لھا، وإنَّما خرج في الظاھر للھجرۃ، فلمّا أبطن خلاف ما أظھر استحق العتاب واللوم، وقيس بذلك من خرج في الصورۃ الظاھرۃ لطلب الحج وقصد التجارۃ، وكذلك الخروج لطلب العلم إذا قصد بہ حصول رياسۃ أو ولايۃ. 

قولہ صلی اللہ عليہ وسلم: (فَھجرَتُہ إِلی مَا ھاجَرَ إِلَيْہ) يقتضي أنَّہ لا ثواب لِمَن قصد بالحجّ التجارۃ والزيارۃ، وينبغي حمل الحديث علی ما إذا كان المحرّك والباعث لہ علی الحجّ إنّما ھو التجارۃ، فإن كان الباعث لہ الحجّ فلہ الثواب، والتجارۃ تبع لہ إلاّ أنّہ ناقص الأجر عمّن أخرج نفسہ للحج، وإن كان الباعث لہ كليھما فيحتمل حصول الثواب؛ لأنّ ھجرتہ لم تتمحّض للدنيا، ويحتمل خلافہ؛ لأنّہ قد خلط عمل الآخرۃ بعمل الدنيا، لكنّ الحديث رتّب فيہ الحكم علی القصد المجرّد، فأمَّا من قصدھما لم يصدق عليہ أنَّہ قصد الدنيا فقط، واللہ سبحانہ وتعالی أعلم.