Brailvi Books

اربعين نوويه
18 - 154
الحال الثاني: أن يفعل ذلك لطلب الدنيا والآخرۃ جميعھما، فذھب بعض أھل العلم إلی أنّ عملہ مردود واستدلّ بقولہ صلی اللہ عليہ وسلم في الخبر الربّانيّ: يقول اللہ تعالی: ((أنا أغنی الشركاء فمن عمل عملاً أشرك فيہ غيري فأنا بريء منہ))(1).

 	وإلی ھذا ذھب الحارث المحاسبي في كتاب "الرعايۃ" فقال: الإخلاص أن تريدہ بطاعتہ ولا تريد سواہ. والرياء نوعان: أحدھما: لا يريد بطاعتہ إلاّ الناس والثاني: أن يريد الناس وربّ الناس، وكلاھما محبط للعمل، ونقل ھذا القول الحافظ أبو نُعيم في "الحليۃ" عن بعض السلف، واستدلّ بعضھم علی ذلك أيضاً بقولہ تعالی:
﴿الْجَبَّارُ  الْمُتَکَبِّرُ ؕ سُبْحٰنَ اللہِ عَمَّا یُشْرِکُوۡنَ ﴿2۳﴾﴾ [الحشر: 23]،
 فكما أنّہ تكبّر عن الزوجۃ والولد والشريك، تكبّر أن يقبل عملاً أشرك فيہ غيرہ، فھو تعالی أكبر، وكبير، ومتكبّر. 

وقال السمرقنديّ رحمہ اللہ تعالی: ما فعلہ للہ تعالی قُبلَ وما فعلہ من أجل الناس رُدَّ. ومثال ذلك من صلَّی الظھر مثلاً وقصد أداء ما فرض اللہ تعالی عليہ ولكنَّہ طوّل أركانھا وقراءتھا وحسَّن ھيئتھا من أجل الناس، فأصل الصلاۃ مقبول، وأمّا طولہ وحسنہ من أجل الناس فغير مقبول لأنہ قصد بہ الناس.
(1)	"صحيح مسلم"، كتاب الزھد والرقائق، باب من أشرك في عملہ غير اللہ، ر:2985، صـ1594 ملخّصاً.
Flag Counter