فدَخَلتُها لأَنظُرَ حُسْنَها، فجاءَ مَلَكٌ مِن الْمَلائِكةِ فاحتَمَلَ القُبّةَ وأَنزَلَني في قَعرِ هذا البَحرِ، قال سيِّدُنا سليمانُ عليه السلام: ففِي أيِّ زَمانٍ كنتَ أتَيتَ هذا الساحِلَ؟ قال: في زَمَنِ سيِّدِنا إبراهيمَ خليلِ الله على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فنظَرَ سيِّدُنا سليمانُ عليه السلام في التارِيخِ فإذا لَهُ أَلْفَا سَنَةٍ وهو شابٌّ لا شَيبَ فِيهِ، قال: فما كانَ طَعامُكَ وشَرابُكَ داخِلَ هذا البَحرِ؟ قال: يا نبيَّ الله، يَأتِينِي كلَّ يومٍ طَيرٌ أخضَرُ في مِنقارِه شيءٌ أصفَرُ، فآكُلُه، فأَجِدُ فِيهِ طَعْمَ كُلِّ نَعِيمٍ في دارِ الدُّنيا فيَذهَبُ عَنِّي الْجُوعُ والْعَطَشُ والْحَرُّ والبَرْدُ والنَّومُ والنُّعاسُ والفَترَةُ والوَحشَةُ، فقال سيِّدُنا سليمانُ على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام: أتُحِبُّ أن تَقعُدَ مَعَنا أو نَرُدَّكَ إلى مَوضِعِكَ؟ فقال: رُدَّنِي يا نبيَّ الله، فقال: رُدَّه يا آصَفُ، فرَدَّه، ثم اِلتَفَتَ فقال: اُنْظُروا، كَيفَ اِسْتَجابَ اللهُ دُعاءَ الوالِدَين، فأُحَذِّرُكُمْ عُقوقَ الوالِدَين يَرحَمُكُمْ الله(1).
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
(!) ذكره اليافعي اليمني (ت ٧٦٨هـ) في "روض الرياحين"، صـ٢٣٣.