Brailvi Books

الليلة الأولى في القبر
25 - 37
كرّم اللهُ تعالى وجهَه فنادَى: يا أهلَ القُبورِ السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله تُخبِرُونا بأخبارِكم أم تُرِيدون أن نُخبِرَكم؟ قال: فسَمِعنا صَوتًا مِن داخِل القبرِ يقول: وعليكَ السَّلامُ ورحمةُ الله وبرَكاتُه يا أمِيرَ المؤمِنين خَبِّرنَا عَمّا كان بَعدَنا، فقال عليٌّ: أمّا أزواجُكم فقد تَزوَّجنَ، وأمّا أموالُكم فقَد اقتُسِمَت، وأولادُكم فقد حُشِرُوا في زُمرةِ اليَتامَى، والبِناءُ الَّذي شَيَّدتُم فقد سَكَنَه أعداؤُكم، فهذِه أخبارُ ما عِندَنا فما أخبارُ ما عِندَكم؟ فأجابَه ميِّتٌ: قد تَخَرَّقَت الأكفانُ وانْتَثرَت الشُّعُورُ وتَقَطَّعَت الْجُلودُ وسَالَت الأحداقُ على الْخُدودِ وسالَت الْمَناخِرُ بالقَيحِ والصَّديدِ وما قَدَّمْناه وَجَدْناه وما خَلَفْناه خَسِرناه(1).
أين الوضاءة الحسنة وجوههم؟
كان سيِّدُنا أميرُ المؤمِنين أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله تعالى عنه يقول في خُطبَتِه: «أينَ الوَضاءَةُ الْحَسَنةُ وُجُوهُهم الْمُعجَبُون 
(1) ذكره جلال الدين السيوطي في "شرح الصدور"، صـ٢٠٩، وابن عساكر في"تاريخ مدينة دمشق"، ٢٧/٣٩٥.