الوَالِدِ وَالأَخِ وَالوَلَدِ وَغَاسِلَهُ ! ويا مُكَفِّنَ الْمَيِّتِ وحَامِلَهُ ! يَا مُحِلَّهُ فِي الْقَبْرِ ورَاجِعًا عَنْهُ لَيْتَ شَعْرِي بِأَيِّ خَدَّيْهِ يَبْدَأُ البِلَى ثُمَّ بَكَى حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ وما بَقِيَ إِلاَّ جُمُعَةً ومَاتَ(۱).
قالَتْ فاطِمةُ بِنْتُ عبدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ عبدِ العزِيزِ: كُنْتُ أَسْمَعُ عُمَرَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي ماتَ فِيْهِ يَقُولُ: اَللَّهُمَّ أَخْفِ عَلَيْهِمْ مَوْتِي ولَوْ ساعَةً مِنْ نَهَارٍ فَلَمَّا كانَ اليَوْمُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَجَلَسْتُ فِي بَيْتٍ آخَرَ بَيْنِي وبَيْنَهُ بَابٌ وهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ﴿ تِلْکَ الدَّارُ الْاٰخِرَۃُ نَجْعَلُہَا لِلَّذِینَ لَا یُرِیدُوۡنَ عُلُوًّا فِی الْاَرْضِ وَلَا فَسَادًا ؕ وَالْعٰقِبَۃُ لِلْمُتَّقِینَ ﴿۸۳﴾ ﴾ [القصص: ٢٨/٨٣]. ثُمَّ هَدَأَ فَجَعَلْتُ لا أَسْمَعُ لَهُ حَرَكَةً ولا كَلامًا فَقُلْتُ لِوَصِيْفٍ لَهُ: اُنْظُرْ أَنَائِمٌ هُوَ ؟ فَلَمَّا دَخَلَ صاحَ فَوَثَبْتُ فَإِذَا هُوَ مَيِّتٌ(۲).
قالَ الإمَامُ محمّد الغَزاليُّ رَحِمَه اللهُ تعالَى: قِيْلَ لِعبدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي ماتَ فِيْهِ: كَيْفَ تَجِدُكَ يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ؟ قالَ: أَجِدُنِي كَمَا قالَ اللهُ تعالى: ﴿وَلَقَدْ
(۱) "الروض الفائق"، المجلس الثامن عشر، صـ١٠٧.
(۲) ذكره الغزالي في "الإحياء"، كتاب ذكر الموت وما بعده، ٥/٢٣٠.