Brailvi Books

أريد إصلاح نفسي
20 - 30
فَمَن أَحمَقُ مِن هذَا الشَّخصِ؟ قِمَّةُ الْحَماقَةِ وَالغَباء أَن يَقُولَ عِندَما يُنصَحُ: إنَّ الله تَعالى كَرِيمٌ رَحِيمٌ سَوفَ يَرحَمُنِي.
متى يكون رجاء المغفرة حماقة؟
قالَ سيِّدُنا الإمامُ الغَزالِيُّ رَحِمَه الله تَعالى في إحياء عُلومِ الدِّينِ: مَن قَطَع عَن بَذْرِ الإيمانِ تَعهُّدَه بِماء الطَّاعاتِ أَو ترَكَ القَلبَ مَشحُونًا برَذائِلِ الأَخْلاقِ، وَانْهَمَك في طَلَب لَذَّاتِ الدُّنيا ثُمَّ انْتَظَرَ الْمَغفِرةَ فَانتِظارُه حُمُقٌ وَغُرُورٌ(1)، يَقُولُ الْحَبيبُ الْمُصطَفى صَلَّى الله تَعالى عَلَيه وَآلِه وسلَّم: «العاجِزُ مَن أَتْبَعَ نَفسَهُ هَواهَا وَتمَنَّى عَلى الله»(2).
زراعة الشعير وأمل حصاد البر حمق
قالَ الشَّيخُ الْمُفتِي أَحمَد يارخان النَّعِيميُّ رَحِمه الله تَعالى تَحتَ هذا الْحَديثِ الشَّرِيفِ: الْعاجزُ هُو الأَحمَقُ، قُوْبِل الكَيِّسُ بالْعاجزِ الَّذِي يَرتَكِبُ عَملاً يُؤَدِّي إلَى النَّارِ، وَهو يَتمنَّى الْجَنَّةَ قائِلاً: إنَّ ربِّي كَريمٌ رَحِيمٌ، فَهو كالَّذِي يَزرَعُ الشَّعيرَ وَيَأمُلُ 
(1) ذكره الغزالي في "إحياء العلوم"، كتاب الخوف والرجاء، ٤/١٧٥.
(2) أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب صفة القيامة، ٤/٢٠٨، (٢٤٦٧).