وقَبَضُوا ما لَهُمْ حتَّى إذا نَظَرُوا إلى هِلالِ رَمَضانَ اِغتَسَلُوا واعْتَكَفُوْا»(1).
مشاعر المسلمين الحاليين
سبحان الله! كَيفَ كانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ يَحْرِصُونَ علَى العِباداتِ!! بَينَما ولِلأَسَفِ المسلِمونَ اليومَ لَيسَ لَهُمْ هَمٌّ إلاّ جَمْعُ الْمَالِ، وكانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ يَتَقَرَّبُونَ إلَى اللهِ بالعِبادَاتِ في الأَيَّامِ المبارَكةِ، والمسلِمُونَ اليومَ يُخَطِّطُونَ لِكَسْبِ المالِ في هذِهِ الأيّامِ المبارَكةِ خاصَّةً في شَهرِ رَمَضانَ، واللهُ عزّ وجلّ يُضَاعِفُ الْحَسَناتِ في رَمَضانَ أضْعافًا مُضَاعَفَةً، ونَرَى التُّجَّارَ يُضَاعِفُونَ أسْعَارَ بَضائِعِهِمْ في شَهرِ رَمَضانَ المبارَكِ بَدَلاً مِن التَّيسِيرِ علَى النَّاسِ في هذا الشَّهرِ، لِلأسَفِ يَبْدُو أنَّ رُوحَ الأُخُوَّةِ الإسلاميّةِ أصْبَحَتْ ضعِيفةً.
أيها الإخوة! لقَدْ كانَ الحبيبُ المصطفى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم يَهتَمُّ كَثِيرًا بصيامِ شهر شَعبانَ، فعن سيِّدِنا عبدِ الله
(1) "الغنية لطالبي طريق الحقّ عزّ وجلّ"، مجالس في مواعظ القرآن، ١/٣٤١.