شَعبانَ، فقد عُبِّرَ بالأكثرِ عن الكلّ تغلِيبًا، كما يقال: إنّ فلانًا قامَ اللَّيلَ كلَّه على الرَّغمِ مِن أنّه قد قَضَى وقتًا في الأكلِ واحتِياجاتِه، ففي مثل هذه الحالاتِ عُبِّرَ بالأكثرِ عن الكلّ تغلِيبًا، ويقول أيضًا: لقد تبَيَّنَ مِن هذا الحديثِ الشريف أنّ مَن عندَه قوّةٌ على الصِّيامِ فليُكثِرْ مِن الصومِ في شَعبانَ، وأمّا مَن عندَه ضُعفٌ فلا يَصُمْ، كي لا يُؤثِّرَ ذلك على الصوم في رَمضانَ، وهذا هو المرادُ في الأحاديثِ التي يقول فيها رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «إذا بَقِيَ نصفٌ مِن شَعبانَ فلا تَصُومُوا»(1).
كثرة الصيام في مركز الدعوة الإسلامية
في الجزء الأوّل مِن كتاب "نَفحاتِ السنّةِ" مِن مطبوعات مكتبة المدينة: قال حُجَّةُ الإسلامِ سيِّدُنا الإمامُ محمّدُ بنُ محمّدٍ الغَزالِيُّ رحمه الله تعالى: إنّ المرادَ في الحديثِ الشريف بصِيام شَعبانَ كُلِّه أَغلَبُه(2)، وإن أرادَ أحَدٌ أن يصُومَ
(1) أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب الصوم، ٢/١٨٣، (٧٣٨).
(2) ذكره الغزالي في "مكاشفة القلوب"، باب في فضل شعبان المبارك، صـ٣٠٣.