اللہ عزوجلّ فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربّنا فيدعوھم ويضرب الصراط بين ظھراني جھنم فأكون أوّل من يجوز من الرسل بأمّتہ ولا يتكلّم يومئذ أحد إلّا الرسل وكلام الرسل يومئذ: اللّھم سلّم سلّم، وفي جھنم كلاليب مثل شوك السعدان ھل رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: نعم، قال: فإنّھا مثل شوك السعدان غير أنّہ لا يعلم قدر عظمھا إلّا اللہ تخطف الناس بأعمالھم فمنھم من يوبق بعملہ[1] ومنھم من يخردل ثم ينجو حتی إذا أراد اللہ رحمۃ من أراد من أھل النار أمر اللہ الملائكۃ أن يخرجوا من كان يعبد اللہ فيخرجونَھم ويعرفونَھم بآثار السجود وحرّم اللہ علی النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار فكلّ ابن آدم تأكلہ النار إلّا أثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصبّ عليھم ماء الحياۃ فينبتون كما تنبت الحبّۃ في حميل السيل ثم يفرغ اللہ من القضاء بين العباد ويبقی رجل بين الجنۃ والنار وھو آخر أھل النار دخولاً الجنۃ مقبلاً بوجھہ قبل النار فيقول: يا ربّ! اصرف وجھي عن النار فقد قشبني ريحھا وأحرقني ذكاؤھا فيقول: ھل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك؟ فيقول: لا وعزتك فيعطي اللہ عز وجلّ ما يشاء من عھد وميثاق فيصرف اللہ وجھہ عن النار فإذا أقبل بہ علی الجنۃ رأی بَھجتھا سكت ما شاء اللہ أن يسكت ثم قال: يا رب! قدّمني عند باب الجنۃ فيقول اللہ لہ: أليس قد أعطيت العھود والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت فيقول: يا ربّ! لا أكون أشقی خلقك، فيقول: فما عسيت إن أعطيت ذلك أن لا تسأل غيرہ فيقول: لا وعزتك لا أسألك غير ذلك فيعطي ربّہ ما شاء من عھد وميثاق فيقدمہ إلی باب الجنۃ فإذا بلغ بابَھا فرأی زھرتھا وما فيھا من النضرۃ والسرور فيسكت ما شاء اللہ أن يسكت فيقول: يا رب! أدخلني الجنۃ، فيقول اللہ عز وجلّ: ويحك يا ابن آدم ما أغدرك أليس قد أعطيت العھد والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت، فيقول: يا ربّ! لا تجعلني أشقی خلقك فيضحك اللہ منہ ثم يأذن لہ في دخول الجنۃ فيقول: تمنّ فيتمنی حتی إذا انقطع أمنيتہ قال اللہ عز